°o_O تغير وجه الزمنO_o°

رغم حقيقة أن افعالنا سلوكا كان أو قولا لها تأثير على انفسنا وحياتنا الا

أن الكثير منا ربما استخف ببعض الافعال ظنا منه أن تأثيرها لا يحسب

له حساب لأنه لم يفعل شيئا يستحق التفكير فيه...والحق أن افعالنا واقوالنا

بنص القران محاسبون عنها فمن يعمل مثقال ذرة من عمل سوف يجده

كان ذلك الفعل خيرا أو شرا ، ثم بنص القران نعلم ان علينا رقيب يكتب

كل دقائق اعمالنا ، وهكذا ندرك بتوجيه القران انه يلزمنا مراقبة اقوالنا

وافعالنا قبل ان تصدر...والحق ان الكثير منا يعلم توجيه القران ولكن لا

يشعر بأنه مدفوع احيانا لنسيان الرقيب وذلك بسبب ان الانسان في

صراع مع التفس الأمارة بالسوء والشيطان الرجيم وحينها يخفق الانسان

ويقلب واجهة الزمن من تصرفات لا يحسب لها حسابا ، ويتداخل مع

ذلك الجهل واتخاذ هوى النفس الها يسمع ويستجيب له كل حين..والآن

الى القصة

ففي احدى الطرقات السريعة كان مراهقان يستقلان سيارتهما بسرعة

عالية يتبادلان اطراف الحديث بنكات وصراخ وكأنه لا احد في الوجود

يستحق الحياة سواهما ، وفجأة يفتح احدهما نافذة السيارة ليلقي منها علبة

كولا بقي فيها بعض كولا لم يرغب في اكماله ، القاها بسرعه ومع

سرعة السيارة حلقت العلبة بعيدا وكأنها طيرللتو اطلق سراحه..ولانها

ليست كذلك عادت مسرعة الى الارض وبشكل قوي ومفاجئ ترتطم

بالزجاج الامامي لسيارة ابو خالد الذي كان عائدا من رحلة عمل بسيارته

انهى مجموعة من متطلبات عمله ، تفاجئ ابو خالد بشئ لا يعرف ما هو

لكنه كان كفيلا بترويعه فارتعدت يداه قليلا ليرتعد بدوره مقود سيارته ،

وهكذا طال الخلل كامل سيارته لتذهب يمينا تارة ويسارا تارة اخرى . لقد

كان ينظر اذا ذهبت السيارة جهة اليمين الى منحدر الطريق الخطر واذا

عادت جهة اليسار ادرك أن خطورة الشبك الحاجز تبدو مخيفة..حاول ثم

حاول أن يسيطر على سيارته بينما القادم كان الاسوء حيث انفجر اطار

السيارة لتتقلب عدة مرات ولتلقي به بعيدا ويفارق الحياة وتحترق سيارته

رحمه الله...

كل ذلك حدث بارادة الله وكان سببه تهاون مراهق بعمل لم يحسب له

حساب..القاء علبة كولا لا يستحق ان نفكر فيه مثل كثير من الاعمال

والاقوال...وليت الامر بقي على ما كان بل ان علبة الكولا فعلت اكثر

مما توقعنا...فابو خالد كام يعمل محاميا وقد تولى قضية ارث لاسرة غدر

بها اخوانا غير اشقاء ليسرقوا كامل ورث والدهم بيعا وشراء عن ا

اخوانهم غير الاشقاء وزوجة ابيهم اللذين احسوا بأن الفقر والظلم سوف

يلحق بهم جراء تصرف اولاد الزوج المتوفي..وكان ابو خالد للتو عائدا

بمعلومات واملاك وشهودا تثبت حقوقا للاسرة المظلومة ولكن قضاء الله

سبق بوفاته واحتراق اوراقه ليقع الخبر صاعقة على الأم التي باعت ما

بقي لها لتوكيل ابو خالد على القضية وتسقط مغشيا عليها ويتم اداعها

غرفة العناية المركزة ...ويطيش ولدها الكبير غضبا فيتهم اخوانه الظلمة

بتدبير الحادث ويتم التحقيق فيخرج بعد معاناة بأن سبب الحادث كان

انفجار في احد الاطارات وتقفل القضية لدى الشرطة ولكن...

ابن الزوجة لم يقفلها فخرج بمسدس في جيبه وتوجه الى اخوانه غير

الاشقاء وحال وصوله قرع الباب ليفتح له احد اخوانه ويبدآن في

الصراخ الذي على اثره يجمع كل العائلة الغاضبة ولأنه في مثل هذه

المواقف تظهر بعض الشجاعة يتوجه احد الاخوان الاصغر سنا يريد لطم

الاخ غير الشقيق فيخرج الأخير مسدسه ويرديه قتيلا لتبدأ مأساة جديدة

وزمنا جديدا لهذا الشاب فالأم في غياب تام وأما هو فقيد الى مخافر

الشرطة والى غرف السجون...فعلا تغير الزمن وتقلبت الحياة ياله من

كولا القى بلا حساب من يد مراهق ومضى الى حيث كان يقصد بل ربما

كان بلا هدف يسير هو وصديقه ، ذهب ولم يعرف او حتى يشعر بما آلت

اليه الأمور.

هل تعتقدون ان علبة الكولا اكتفت رغم أنها علبة كولا القيت في

طريق...لا

لأن علبة الكولا هذه رملت زوجة المحامي ويتمت اطفاله ، فالزوجة

معلمة في احدى المدراس ، كان الجميع يحترمها ويقدرها ويحبها لخلقها

وابتسامتها واشراقة وجهها وسماحة نفسها وطيب معشرها احبتها

زميلاتها وطالباتها .. وقبل وفاة زوجها باشهر قليلة اصيبت بفشل كلوي

فتعاطف معها الجميع ويوم صعقت بوفاة زوجها لازمت الفراش ..فقلب

حالها وضع مدرستها حزنا وبكاءا لدرجة أن اثنتين من المعلمات اصبن

بحالة اكتئاب حاد شفيت احداهما وعادت للمدرسة بعد مدة وأما الثانية

فكان الأكتئاب شديدا ذلك أن هذه المعلمة هي من يقوم على شؤون بيتها

فزوجها بلا عمل وكانت دائما ما تفكر بخوف أن تفقد وظيفتها فتفقد

اسرتها مصدر رزقهم وتتغير حالة اولادها اللذين تعودا على معيشة

احبوها ..فلم تستطع تحمل افكارها خصوصا بعد وفاة زوج زميلاتها وما

اصابها من فشل كلوي افقدها مواصلة العمل...ومرة اخرى تغير علبة

الكولا وجه الزمن لأسرة بكاملها ،علبة كولا القيت بلا هدف ولا حساب

ولا ترقب ولا تأني ..

واخيرا ربما هذه القصة تراكيب درامية ولكن تبقى ممكنة الوقوع ولو في

بعض اجزاءها ..والعبرة اننا طالما نلقي علب كولا ولكن بشكل اخر

عندما نلقي كلاما لا نحسب حسابه ربما كان كفيلا بتغير وجه الزمن

لأسر وعوائل بل ومجتمع آمن..أو عندما نفعل عملا بسيطا لا نحسب له

عواقب مستسلمين لهوى انفسنا وراضخين لعدونا الابدي الشيطان الرجيم

الا من رحم الله....والا لماذا نحاسب على الصغير كان خيرا أو شرا ؟ ثم

لماذا الرقيب العتيد؟

وعمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول : حاسبوا انفسكم قبل أن

تحاسبوا ..والمحاسبة عندي ضرورية قبل العمل وتكون لازمة بعد العمل

لمن اراد أن يسلم

ولقد كان المعلم الاول الرسول صلى الله عليه وسلم خبيرا بما تؤل اليه

بعض الامور حتى لو كان ينظر اليها على انها صغائر اموروها هى ام

المؤمنين عائشه رضى الله عنها تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم

مشيره الى قصر طول ام المؤمنين صفيه بنت حييى رضى الله عنهما

حسبك من صفيه هكذا ( تعنى انها قصيره ) فماذا قال لها رسولنا صلى

الله عليه وسلم وهى احب امرأة اليه ؟؟..قال صلى الله عليه وسلم : لقد

قلتى كلمه لو مزجت بماء البحر لمزجته )الترمذى 2505(

الدكتور:ابراهيم الحسينان

جوجو

يعطيك العافية على هذا الطرح
قصة علبة الكولا اوصلت القصد من طرحها
فعلا ربا كلمة قالت لصاحبها دعني
ربا كلمة هوت بصاحبها في النار سبعين خريفا
نحن بحاجة لمثل هذا التذكير
جعله الله في موازين اعملك
وتقبل الله صيامك وقيامك
كوني بخير

اي والله من جد هذي القصه فيها عبر كثيره
والمفروض الواحد يحاسب نفسه قبل اي شيء يسويه
ومره القصه رائعه وفيها نصائح كثيره

جوجو
مشكوووووره على القصه الحلوه
ويعطيك االعافيه

°o_O تغير وجه الزمنO_o° 1337111197199957ex6

الوفاء طبعي

&

العذوب

أشكركم من اعماق القلب على مروركم الرائع عسى ربي
يسعدكم ولا يحرمني هذا الحضور المميز؛

تحياتي احملها لكم بباقة ورد ؛
دمتم برعاية الله وحفظه ؛

j0oj0o

°o_O تغير وجه الزمنO_o° 1337111197199957ex6